368 طالبا وطالبة رسبوا في جميع المواد..و70 لم يدخلوا امتحانات الفصل الدراسى الثانى
يوجد خلل في تقييم طلاب الثانوية..وأخطرنا الجهات المعنية
لن نسمح بتخريج أى طبيب غير كفء للتعامل مع أرواح الناس
كتب – عبدالرحيم عبدالموجود :
فجر الدكتور علي عبدالرحمن غويل، عميد كلية الطب بجامعة جنوب الوادي بقنا، مفاجأت من العيار الثقيل.. موضحا أن نسبة النجاح بالفرقة الأولى في العام الجامعي الحالي 2022 / 2023 بلغت 28 % فقط.
قال”غويل” في تصريحات خاصة ل ” ” إن النتيجة الصادمة تكشف عن وجود خلل في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي أدى إلى وصول هؤلاء الطلاب إلى كلية الطب دون امتلاكهم المواصفات المؤهلة للالتحاق بالكلية التي تخضع لمعايير الجودة والاعتماد..مؤكداً أنه لن يسمح بتخريج أى طالب غير كفء من الكلية للتعامل مع أرواح الناس.
كشف عميد كلية الطب بجامعة جنوب الوادي ان النتيجة كانت صادمة للغاية. وأنها لم تحدث من قبل، حيث إن اجمالي عدد الطلاب بالفرقة الأولى بكلية الطب بقنا هذا العام 514 طالبا وطالبة، لم ينجح منهم سوى 146 فقط بنسبة 28 % مقارنة بالسنوات الماضية التى كانت تسجل نسبة نجاح بالفرقة الأولى ما بين 85 % إلى 90 %.
أوضح أن كلية الطب بقنا معتمدة.. ويتم وضع الكورسات بها طبقًا لمعايير الجودة، وكذلك أساليب التقييم وطرق التدريس تخضع لمعايير الجودة.
أضاف أنه بالنظر لكل العوامل المؤثرة نجد ان جميع العوامل المؤثرة في النتيجة هي عوامل ثابتة لا تتغير سواء الاستاذ الذي يقوم بالتدريس أو أساليب التدريس أو أساليب التقييم أو مراجعة الامتحان وما بعد الامتحان؛ فكل هذه العوامل لم تتغير، وكان المتغير الوحيد في هذه المعادلة هو الطالب . وهذا ما دفعنا للبحث عن المشكلة بين الطلاب فتم عمل إحصائية للطلاب ووجدنا أنهم قادمين من مراكز بعينها ومن مدارس بعينها من داخل محافظة قنا ومحافظة مجاورة، وتم تقديم نتائج هذه الاحصائية للجهات المعنية، لأن النتيجة تؤكد أن هناك خلل ما في مواصفات الخريج الذي التحق بالكلية والتي لا تجعله قادرًا على التكيف واستكمال الدراسة في الكلية، فالعملية عبارة عن بناء متكامل وكلية الطب مبنية على الثانوية العامة ومرحلة ما قبل التعليم الجامعي، وعندما يكون هذا البناء غير مكتمل بشكل جيد يصبح صعب جدًا أن نكمل عليه مرحلة البناء، لأنه من المفترض أن يكون خريج الثانوية العامة قبل أن يلحق بكلية الطب يعرف لغة جيدًا وكذلك يعرف مواد علمية بشكل جيد حتى يستطيع التجاوب واستكمال الدراسة في الكلية، إلا إننا وجدنا سمة ما في مواصفات الخريج ما قبل التعليم الجامعي تحتاج إلى البحث والوقف على أسباب الخلل ، خاصة أن معظم الطلاب الراسبين والبالغ عددهم 368 طالبا وطالبة رسبوا في جميع المواد ولم يتعثروا في مواد بعينها، كما أن هناك 70 طالبا من بينهم لم يدخلوا امتحانات الفصل الدراسي الثاني.
وحول موقف الطلاب الراسبين والبالغ عددهم 368 طالب وطالبة، قال د.على غويل انه تم توجيه الإرشاد الأكاديمي بالكلية للجلوس مع الطلاب ليوضح لهم الصورة وتوجيههم بشكل صحيح، وأمام طلابنا الفرصة لتحسين مستواهم من خلال امتحانات الدور الثاني ، أو إعادة السنة، ومن سيجد في نفسه المواصفات والكفاءة سيكمل دراسته بالكلية، ومن لم يجد في نفسه الكفاءة سيضطر إلى تغيير المسار بعد استنفاذ مرات الرسوب بالكلية، وفي كل الأحول لن نسمح بتخريج طالب من كلية الطب لا يمتلك مواصفات الطبيب الناجح لأنه سيتعامل مع أرواح الناس في النهاية.
وقال د.على غويل، أن الثانوية العامة مقياس عادل وامتحانات عادلة لو أجريت بطريقة صحيحة وبالمعايير الصحيحة، بدليل أننا من قبل كان طالب الثانوية الذي يلتحق بكلية الطب والذي كان يتم تقيمه فعليًا من قبل التعليم ما قبل الجامعي، لم تكن لديه أى مشكلة، ولكن المشكلة ظهرت هذا العام وهذا ما يحتاج إلى مراجعة للأمور ومعالجة الخلل .
وأكد عميد كلية الطب بجامعة جنوب الوادي أن هناك خلل في مواصفات التقييم للطلاب في مرحلة ما قبل التعليمالجامعي، ولذلك تم اخطار الجهات المعنية لتبحث عن أسباب هذا الخلل وتعمل على علاجها .
وأكد ان جامعات مصر بخير وكلياتها بخير، ولن نسمح أبدًا بخروج طالب بمواصفات غير مؤهلة للعمل كطبيب، فلكي تصبح طبيبًا ناجحًا يجب أن تمر بعدة اختبارات وتجتاز امتحانات عديدة تخضع لمعايير الجودة حتى تصبح طبيبًا يؤتمن على أرواح الناس.
واختتم عميد كلية الطب بجامعة جنوب الوادي قائلا: طلابنا لابد أن يكون فيهم معايير ومواصفات معينة للالتحاق بكلية الطب، فيجب أن يعرف الطالب لغة ومواد علمية بشكل جيد. وأقول لهم: “مفيش حاجة اسمها الطريق صعب أو كلية طب صعبة .. أبدًا أبدًا .. دي كلية من أجمل الكليات والدراسة فيها شيقة جدًا جدًا لمن يحبها . ولابد أن تكون لديك المواصفات التى تجعلك قادرًا على الدراسة، ونتمنى لطلابنا كل التوفيق .. ولطلابنا بالفرقة الأولى بكلية الطب نتمنى لهم أيضًا كل التوفيق في الدور الثاني وربنا يكرمهم بالنجاح، ونؤكد أن إدارة الكلية معهم، ومن يرى في نفسه الكفاءة فليكمل طريقه، ومن يرى أنه غير كفء تمامًا عليه أن يبحث عن طريق آخر حتى لا يضيع سنوات من عمره” .